للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مجيدا في علم الغناء، إذا غنّى اطّرح الوقار، ورمى الأوائل بالاحتقار، وكان يغنيه غناء عاما، ويدنيه إدناء تاما، وصنع عدة أصوات في مواضع من شعره، كان يقترحها عليه ويقترحها من إضاءتيه، وكان لا يزال حباؤه متكاثرا لديه متواترا تواتر المطر السكوب اليه.

وحكي أنه غنّى يوما [ص ٤١٠] بين يديه: «١» [البسيط]

ودّع هريرة إن الرّكب مرتحل ... وهل تطيق وداعا أيّها الرّجل

فوثب القاضي الفاضل وكان إذ ذاك يكتب للصالح، وأنشأ يقول:

[البسيط]

دعوا هريرة إن حلت وإن رحلت ... فيكم تحل وعنكم ليس ترتحل

على فترة للجود عارضة ... فما رأى الناس إلا أنكم رسل

دمتم لنا وأدام الله دولتكم ... وسخرت لكم الأملاك والدول

هذا شجاع وهذي مصر في يده ... والعمر والحسن والإقبال مقتبل

فوقعت منه وممن حضر ألطف موقع، وأمر المغنّي فصنع فيه صوتا، وغنّي به لوقته.

<<  <  ج: ص:  >  >>