للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكل هؤلاء إذا باعوا عليه ولو رأسا واحدا من الرقيق لهم خلع مكملة، لكل واحد بحسبه خارجا من الثمن، وعما ينعم به على بعضهم أو يستقر به من مال السلطان على سبيل القرض، ليتاجر به.

فأما جلّابة الخيل من عرب الحجاز والشام والبحرين [١] وبرقة وبلاد العرب «١» فإن لهم من ذلك الحظ الوافر والنصيب الراجح، وربما أعطى عن الفرس نظير ثمنها عشر مرات وأكثر، غير الخلع والرواتب والعلوفات والإنزال ورسوم المقامات خارجة عن تثمين الخيول ومسامحات تكتب لهم بالمقررات عن تجارات يتجرون «٢» بها، مما أخذوه من أثمان الخيول.

«٣» (قلت: وبجنده المملكة جميع قبل الملل، أما القبلة الإسلامية فهو بيت مكة المعظمة، وهو بها كما تقدم، وأما اليهود فقبلتهم البيت المقدس (المخطوط ص ٢٣٤) وقد كان القبلة الأولى في الملة الإسلامية، وهو بها، وأما الساحرة وهم فرع من اليهود فقبلتهم طور نابلس وهو بها عندهم أنه طور سيناء، وأما النصارى فلا قبلة لهم وتوجههم إلى الشرق لا لقبلة، وجميع معابدهم التي يعظمونها بها مثل قمامة [٢] وهي بالقدس، وإليها حجهم، من أقطار الأرض يأتون إليها من البراري والبحار، وبيت لحم [٣] به مولد عيسى المسيح عليه


[١] البحرين: مدينة البحرين كبيرة حسنة، ذات بساتين وأشجار شديدة الحر، كثيرة الرمان، (رحلة ابن بطوطة ١٨٦) اسم جامع لبلاد على ساحل البحرين بالبصرة وعمان من جزيرة العرب، عمان آخرها ومدينتها هجر (مراصد الاطلاع ١/١٦٧) والبحرين الآن دولة.
[٢] يقصد كنيسة القيامة، وهي تذكر دائما عنده وعند ابن بطوطة والبغدادي وغيرهم القمامة.
[٣] بيت لحم: بلد قرب البيت المقدس، المشهور أن عيسى عليه السلام ولد به (مراصد الاطلاع ١/٢٣٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>