للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنا ذاكر من شعره ملحا «١» ، أجيء بها على منطقة البروج مستفتحا، تحلّق بجناحي باز مطلّ وتخلّف الصّبا وراءها ذات نفس منقطع وأثر مضمحلّ. حكم تلقّفها ثّم ثقّفها ومعان اخترفها ثمّ لطّفها فيما عرّفها. رقّت مزاجا وراقت كالراح فامتزجت بالأرواح امتزاجا، بقية أسفار صقلتها صقل العيون، ونجيّة أفكار شفّت عنها مخيلات الظنون، ولولا أنّ الأدب كالدرهم والدينار لا يلتذّ به صاحبه إلّا إذا طار لكانت هذه النفائس ممّا يضنّ به فلا تذال، وتغار عليه يدحوته فما تبذله ولو مثقالا بألف مثقال.

من ذلك قوله: [السريع]

أفدي الذي قال وفي كفّه ... مثل الذي أشرب من فيه «٢»

الورد قد أينع في وجنتي ... قلت: فمي باللّثم يجنيه

وقوله: [المنسرح]

بالله فضّ العقيق عن برد ... برق أقاحيه من مدام فمه «٣»

وامسح غوالي العذار عن قمر ... يعضّ بالورد خدّ ملتثمه «٤»

قل للسقام الذي بناظره ... دعه وأشرك حشاي في سقمه

كلّ غرام تخاف فتنته ... فبين ألحاظه ومبتسمه

وقوله: [السريع]

قد برّح الشوق بمشتاقك ... فأوله أحسن أخلاقك «٥»

<<  <  ج: ص:  >  >>