للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تخفى عليه حال مقيل ولا بائت. فضلا أتقنه، وشغلا جعله ديدنه. هذا، مع تحف أناشيد، وطرف شعر ألذّ من الأغاريد. سريع المحاضرة، سريّ المذاكرة، يغترف من بحر لجّيّ، ويقتطف من ليل دجوجي، فلهذا لا تعدّ درره ولا دراريه، ولا تحدّ أواخره ولا مباديه.

ذكره العماد الكاتب الأصفهاني فقال: حضرنا عند الملك الصالح ليلة بدمشق، في سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، والأمير مؤيّد الدّولة حاضر، يناشدنا ملح القصائد، وينشد لنا ضالة الفوائد. وجرى ذكر بيتين لبعضهم، في المشط الأسود والمشط الأبيض، وهما لأبي الحسين أحمد بن محمد الدويدة، وهما: [الخفيف]

كنت أستعمل السواد من الأم ... شاط والشّعر في سواد الدياجي

أتلقّى مثلا بمثل فلمّا ... صار عاجا سرّحته بالعاج

فقال أسامة: أخذ هذا المعنى عمّي نصر، وعكسه، فقال: [الخفيف]

كنت أستعمل البياض من الأم ... شاط عجبا بلمّتي وشبابي

(١٤) فاتّخذت السّواد في حالة الشّي ... ب سلوّا عن الصّبا والتّصابي

ومنهم:

١٣- أبو الفوارس، مرهف بن أسامة بن مرشد بن عليّ بن مقلد بن نصر بن منقذ، عضد الدّولة «١٣»

أسنّ وما خلع جلباب الشّباب، ولا ودّع سلمى والرّباب. بخلق زادته السنون صفاء، وأفادته رقة يتخذ معها مواصلة الراح جفاء. وكان كريما خرق البنان، خلق للقلم والعنان. اقتنى الكتب وجمعها، واجتنى الآداب وأبدعها، ومتّع

<<  <  ج: ص:  >  >>