للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: وقد ذكرت بهذين البيتين بيتين كنت قلتهما في هذا المعنى، ليلة نصف شعبان سنة تسع عشرة وسبعمائة بدمشق، ونحن بالجامع الأموي، وقد علقت مصابيح الوقود، كأنها خدود، وأقبل شاب ما طرّ شاربه، هو البدر التمام في تلك الليلة أو يقاربه، ثم طفق في الجامع يتمشى، ويأخذ بمجامع القلوب ولا يخشى، فقلت: [الطويل]

ولاحت مصابيح الوقود كأنها ... عيون رأت معنى الحبيب فحدّقت

وولّت تريد العود من خوف خدّه ... وقد سرقت منه الشعاع فعلّقت

عدنا إليه. ومنه قوله، وقد وكل السلطان ابن المقدسي، وهو ناصر الدين (١٩٤) محمد بن عبد الرحمن بن نوح، وكان من علمت فعلاته وعرفت عليه ولم يسرق عملاته: [مجزوء الكامل]

قل للمليك أمدّه ربّ العلى منه بروح

إن الذي وكّلته لا بالنصيح ولا الفصيح

وهو ابن نوح فاسأل القرآن عن عمل ابن نوح

ومنه قوله، وقد طلبت منهم بغال، ورميت عليهم جواري من سبي بيروت: [مجزوء الرمل]

أيها الكتّاب قد زال زمان الافتقار ... وغنينا واحتشمنا ببغال وجواري

ومنه قوله، وقد رفعت الديادب النار منذرين بالعدو، ثم أصبح الخبر ساكنا، والبلد آمنا، وقد خمدت جمرة ذلك الليل وأصبحت رمادا، وسطح بياض النهار وما رأوا في مساء تلك الليلة إلا سوادا: [مجزوء الرمل]

<<  <  ج: ص:  >  >>