للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرصاص، وفي مسّه خشونة، وربما يكون على لون الطحال. من أخذ منه وزن عشر حبات أو أقل، وعلّقه على إنسان، لا ينام ليلا ولا نهارا، يبقى شاخصا لا يطبق أجفانه، ولا يحس بتعب السهر، بخلاف من سهر ليلا، فإنه يصيبه بسبب ذلك تعب وكلال؛ وإذا نزع هذا الحجر من ذلك الإنسان يبقى أيضا بعد نزع الحجر أياما قليل النوم. وإذا سعط المجذوم وزن ثمان شعيرات من هذا الحجر، برأ بإذن الله تعالى.

[طاليقون]

هو نحاس طرحت عليه الأدوية حتى صار صلبا، ويسمى بالعجمية هفتجوش. قال أرسطو: هذا من جنس النحاس، غير أنهم ألقوا عليه الأدوية الحادة «١» حتى أحدثت فيه سمّية، فإذا جرح «٢» الحيوان، أو خالط لحمه أضرّ به.

ويتخذ منه صنانير للسمك الكبار العظيمة في البحر، فلا تخلص السمك منه إذا نشبت به، وإن عظم خلق الحوت وصغرت الصنارة، لما في الطاليقون من شدة وجع يناله من سمه. ومن أصابه اللقوة فأدخل بيتا لا يرى فيه الضوء، ويديم النظر في مرآة الطاليقون أمن فساد اللقوة. ومن حمّى الطاليقون، وغمسه في ماء، لم يقرب ذلك الماء شيء من الذباب. وإذا حمّى الطاليقون، وغمسه في ماء، لم يقرب ذلك الماء شيء من الذباب. وإذا لطخ الطاليقون (١٤٦) بالعسل، وترك في الشمس لم تقربه ذبابة. ومن اتخذ من الطاليقون منقاشا، ونتف به الشعر مرة بعد أخرى، في أي موضع كان، لم ينبت بعد ذلك أبدا.

وقال محمد بن علي «٣» : الطاليقون نحاس يدبّر بتوبال النحاس المنقّع في أبوال البقر وماء الأشنان الرطب، فيحدث فيه سمية حادة قوية.

<<  <  ج: ص:  >  >>