للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحق ما احتوى عليه، ما شربتها قط، ولا حضرت عليها، وتوحش لأبي القاسم، ففر منه، ولأبي الفتوح شعر كثير، منه ما أنشده الباخرزي في الدمية وهو:

[الخفيف]

وصلتني الهموم وصل هواك ... وجفاني الرقاد مثل جفاك

حكى لي الرسول أنّك غضبى ... كفى الله شرّ ما هو حاكي

ثم ولي بعده ابنه شكر «١» ، وكان نصلا لا يثلمه الضراب، ورمحا لا يحطمه الحراب، وجرت له خطوب ملك في أثنائها المدينة، وجمع بين الحرمين، ولما وقعت الحرب بينه وبين عمّه من بني موسى الجون، الذين كرهوا دعوة المصريين، وأرادوا الخطبة لبني العباس، وعاضدهم بنو الحسين وبنو جعفر، قال:

[الطويل]

بني عمّنا الأدنين قربا تأمّلوا ... غرايب ما يأتي به البغي في الأهل

نسيتم دماء بالمدينة أهدرت ... وما كان في فجّ من الأسر والقتل

فميلوا لهم لا درّ لله درّكم ... وعاطوهم كأس المودّة والوصل

وخلّوا بني بنت النّبيّ بجانب ... ولا تقصروا حتى تروا فرقة الشّمل

وتأخذكم أيدي الشتات وتخرجوا ... من الحرم الشامي والحرم القبلي

وأمّا أنا ما دام للسيف قائم ... فلا أشتري عزّ العشيرة بالذلّ

ولا أرتقي إلا ذرى كل منبر ... ولا أرتضي إلا الذي يرتضي مثلي

<<  <  ج: ص:  >  >>