للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لمنبره.

واتفق في أيامه عجائب وغرائب، منها أنه بعث له من مصر طرائف، منها تيس يحلب منه اللبن، وبعث إليه من عمان طائر صيني أسود يتكلم بالهندية والفارسية أفصح من الببغاء، وورد عليه البريد الدينور يذكر أن بغلة له وضعت فلوة، ونسخة الكتاب: «الحمد لله الموقظ بعبره قلوب الغافلين، والمرشد بآياته بصائر العارفين، الخالق ما يشاء بغير مثال، ذلك الباري المصور، له الأسماء الحسنى، ومما قضاه الله المصور في الأرحام ما يشاء، أن الموكل بخبر التطواف ذكر أن بغلة لرجل يعرف بأبي [ص ١٦٢] بردة، وضعت فلوة، ووصف اجتماع الناس لذلك وتعجبهم مما عاينوه، فوجهت من أحضرني الفلوة والبغلة، فوجدتها كميتا، ورأيت الفلوة سرية الخلق، تامة الأعضاء، منسدلة الذنب، يشبه ذنبها أذناب الذئاب، فسبحان الذي لا معقب لحكمه، وهو سريع الحساب» «١» قال شارح القصيدة العبدونية «٢» : وقد حكي أنه اتفق مثل هذا سنة خمسين وخمس وأربع مائة بطليطلة «٣» ، وكانت البغلة شهباء، كانت لإنسان سقّاء، وفلوها إلى الصفرة. قلت: وحكى لي صهرنا الصاحب شمس الدين محمد بن الشيرازي، أن مثل هذا اتفق في بعض بلاد حلب، وسمى لي المكان وأنسيته، قال: ورأيت ذلك بعيني، وأثبت به محضر على الحاكم، ومما اتفق في زمان المقتدر أنه وجد بمصر كنز قديم ومعه ضلع إنسان طوله أربعة عشر شبرا، وعرضه شبر.

<<  <  ج: ص:  >  >>