للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما ابن رئيس الرؤساء، فإنه أكل مما طبخ، وأرق بما نفخ، هذا قبل أن يدال القائم، ويدار له الدور على الظالم، لكن البساسيري لم يلج في تقاضي دينه، ولا كفر بهلاكه ريب رينه «١» ، بل قنع بالاقتدار بأنه أظهره، ولبّسه طرطورا «٢» وركبه على جمل وأشهره، ثم لما ثبت ملك القائم، عهد إلى ابنه ذخيرة الدين أبي العباس محمد، فعجل الزمان بإنفاق الذخيرة، وقدر بانتقالها إلى الله الخيرة، فأودع القائم ربه من الذخيرة ما كان ذخر، وودع إلى الضريح قلبه وما كان به قد فجر، ورجع البكاء ثم استرجع من ابنه المقتدي لين الذخيرة أشياعه الأخر، وعهد إليه وعقد، لنجم سما، وغيث همى، وبحر زخر.

ثم:

٨١- دولة المقتدي بأمر بالله

أبي القاسم عبد الله «٣» بن محمد الذخيرة بن القائم، وكان تحت كنف بني بويه، كأنه صبي ضرب الحجر عليه، مع ما كان فيه من عقل وسكينة، وفضل يصلح دنياه ودينه، وكان لإفراط التضييق عليه، لا يأخذ لقلبه فضاء، ولا ينفذ حكما ولا قضاء، ثم غضّى على ما تكره عينه، ولم يدر كيف يتقاضى دينه، إلا [ص ١٧٢] أنه استروح بمراسلة يوسف بن تاشفين، وبرد حرقه بمكاتباته وما

<<  <  ج: ص:  >  >>