للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شرف الدين أبو شروان بن خالد، وكان ابن جهور يقول: إن الذي أشار عليه بها في قوله، فأشار من إشارته حكم، وطاعته غنم، إنه المستظهر، قال ابن الشريشي: وكان للمستظهر رعية في الطلب، وعناية بأهل العلم، قال: وحدث ابن جهور أنه دخل بغداد في أيامه، وبها ألف وخمس مائة رجل حامل علم، وكلهم قد أثبت أسماءهم السلطان في الديوان، وأجرى على كل واحد من المال بقدر حظه من العلم، قال: وكان ابن جهور يحدث أن الحريري ألف المقامات كلها على الركاب، وذلك أن المستظهر لما أمره بصنعها، خرج كالحافظ على العمال، وكان يخرج في الأبردين، يتشهى [ص ١٧٤] في ضفتي دجلة والفرات، يصقل خاطره بنظر الخضرة والمياه، فلم ينقض فصل العمل إلا وقد اجتمع له مائتا مقامة، فخلص منها خمسين وأتلف الباقي، وصدر الكتاب ورفعه، فبلغ عنده أعلا المراتب، انتهى كلامه.

قلت: وفي أيام المستظهر أخذت الفرنج بيت المقدس وأكثر بلاد الشام، وظهر التهتك بالقبائح وقلة الاحتشام، وفشا أمر الربا وشرب الخمر والزنا، فكثرت الملاهي، وقلت النواهي، وعظمت تلك الدواهي، فعجل لهم العقاب، وعذبوا بأخذ البلاد منهم، وهو أخف العذاب، وكان المستظهر ذا نادرة، كتب إليه الأبيوردي «١» قصة، وكتب على رأسها: الخادم المعاوي، فكشط الميم، فصارت العاوي.

ثم:

<<  <  ج: ص:  >  >>