للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والغبوق، ثم وافى الليل فصدم جيشه كتائب تلك السحائب فمزقها، ولطم بحره أفواج تلك الأمواج ففرقها «١» ، وتوقدت لوامع النجوم للاقتباس، ولاح الهلال كأنه سطر طوق في جيد زرقاء اللباس، فقال:

[الكامل]

عرّى النهار الليل ملبس دجنة ... وغزا غمائمه بجيش مقبل

عجبا له من سيف يوم مذهب ... لولا الظلام يدوسه لم ينجل

أو ما ترى زهر النجوم كأنّها ... هي والهلال أسنّة في قسطل

قال ابن الأثير ما ملخصه: إن خيران «٢» العامري لم يكن راضيا بولاية سليمان بن الحكم، لأنه كان من أصحاب هشام المؤيد، فلما ملك انهزم، وكاتب له كاتبه، ثم أتى شرق الأندلس، فكثر به جمعه وقاتل البربر، وملك المرية «٣» ، وتراسل هو وعلي بن حمود العلوي صاحب سبتة «٤» ، ووافقه على أن المؤيد كان قد عهد إليه، ودعا له بولاية العهد، فعبر علي بن حمود إليه، وأتى

<<  <  ج: ص:  >  >>