للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مظهرا أن الظاهر فيها، وأنه مريض، وكان الظاهر قد حلّف العسكر لولده بركة ولقبه الملك السعيد، وجعله ولي عهده، فوصل بيليك الخزندار بالعساكر والخزائن إلى الملك السعيد بقلعة الجبل، وعند ذلك أظهر موت الظاهر، وجلس ابنه الملك السعيد للعزاء واستقر في السلطنة.

ومدة ملك الظاهر نحو سبع عشر سنة وشهرين وعشرة أيام لأنه ملك في سابع عشر ذي القعدة سنة ثمان وخمسين وست مئة، وتوفي في سابع عشري المحرم سنة ست وسبعين، وكان ملكا جليلا شجاعا عاقلا مهيبا ملك الديار المصرية والشام وأرسل جيشا فاستولى على النّوبة، وفتح الفتوحات الجليلة مثل صفد وحصن الأكراد وأنطاكية وغيرها، وأصله مملوك قفجاقي الجنس سمعت أنه برجعلي وكان أسمر، أزرق العينين، جهوريّ الصوت، حضر هو ومملوك آخر مع تاجر إلى حماة، فاستحضرهما (٣٤٤) المنصور محمد صاحب حماة ليشتريهما فلم يعجبه واحد منهما، وكان أيدكين البندقدار مملوك الصالح أيوب صاحب مصر قد غضب عليه الصالح أيوب فتوجه أيدكين إلى جهة حماة، فأرسل الصالح فقبض عليه واعتقله بقلعة حماة، فتركه المنصور صاحب حماة في جامع قلعة حماة، واتفق ذلك عند حضور الظاهر صحبة التاجر، فلما قلبه المنصور ولم يشتره أرسل أيدكين الصالحي وهو معتقل فاشتراه وبقي عنده، وأرسل الصالح وأفرج عن أيدكين من حماة وصحبته مملوكه الظاهر، وبقي مع أستاذه البندقدار مدة، ثم أحضره الصالح من البندقدار فانتسب الظاهر إلى الملك الصالح دون أستاذه، وكان يخطب له، وينقش على الدرهم والدينار بيبرس الصالحي.

وكان استقرار السعيد بركة في مملكة مصر والشام في أوائل ربيع الأول من

<<  <  ج: ص:  >  >>