للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

غير الماضي، ومعناه، دام ودام خيره، قال العزيزي١: في "غريب القرآن": تبارك: تفاعل من البركة، وهي الزيادة والنماء والكثرة والاتساع، أي: البركة تكتسب وتنال بذكرك، ويقال: تبارك، تقدس، والقُدس الطهارة، ويقال: تبارك تعاظم. آخر كلامه.

قوله:"وتعالى جدُّكَ" جَدُّك "بفتح الجيم" قال ابن الأنباري في كتاب "الزاهر" له: أي: علا جلالك وارتفعت عظمك، وأنشد: "من المتقارب"

ترفع جدك إني امرؤ ... سقتني الأعادي إليك السجالا٢

وقال الخطابي قال الله تعالى: {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا} ٣ معناه، الجلال والعظمة، وسيذكر في دعاء القنوت، إن شاء الله تعالى:

قوله: "ولا إله غيرك" قال ابن الأنباري في "الزاهر" أيضا: في إعرابه أربعة أوجه:

ولا إلهُ غيرُك برفعهما.

وبناء الأول على الفتح مع نصب الثاني ورفعه.

والرابع: رفع "إلهُ" ونصب "غَيْرِك" لوقوعه موقع أداة الاستثناء.٤


١ هو محمد بن عزيز السجستاني العزيزي أبو بكر، له "غريب القرآن" مات سنة "٣٣٠هـ". انظر "بغية الوعاة" ١/ ١٧١-١٧٢ و "سير أعلام النبلاء" ١٥/ ٢١٦.
٢ البيت للحطيئة وهو في "ديوانه" صفحة ٢٢٢ وهو من أبيات يستعطف بها عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد أن حبسه، وفي الديوان: أعوذ بِجَدِّك. والسِّجال: جمع سَجْلٍ وهو الدلو الضخمة العظيمة مملوءة ماء. والسجل أيضا الضرع العظيم.
٣ سورة الجن: الآية٣.
٤ تقدم ذكر "ابن الأنباري" والتعريف به وببعض مؤلفاته.

<<  <   >  >>