للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"والقائمة" إحدى قائمتي الرَّحْلِ التي في مُقَدَّمِهِ ومؤخره عن أبي السعادات.

قوله: "ومن حشيشها لِلْعَلَفِ" العَلَفُ١: "بفتح اللام" ما تأكله البهائم. يقال: علف الدابة وأعلفها.

قوله: "ما بين ثَوْرٍ إلى عَيْرٍ" أما عير: فهو جبل معروف بالمدينة مشهورٌ، مع أنه قد أنكره بعضهم، قال مصعب الزبيري: ليس بالمدينة عير ولا ثور، وأما ثور: فهو جبل بمكة معروف، فيه الغار الذي توارى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكفار ومعه أبو بكر رضي الله عنه وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: "المدينة حرم ما بين عير إلى ثور" ٢. قال القاضي عياض أكثر الرواة في البخاري ذكروا عيرًا، فأما ثور فمنهم من كنى عنه بكذا، ومنهم من ترك مكانه بياضًا؛ لأنهم اعتقدوا ذكر ثَوْرٍ خطأ، قال أبو عبيد: أصل الحديث من عير إلى أحد وكذا قال الحازمي وجماعة، وقيل: الرواية صحيحة والتقدير حرم من المدينة قدر ما بين عير وثور من مكة أو حرم المدينة تحريما، مثل تحريم ما بين عير وثور بمكة على حذف المضاف، ووصف المصدر المحذوف. وهذا كله؛ لأنهم لا يعرفون ثورًا بالمدينة. وقد أخبرنا الإمام العلامة ذو الفنون عفيف الدين، عبد السلام بن محمد بن مزروع البصري، قال صحبت طائفة من العرب من بني هاشم وكنت إذا صحبت العرب، أسألهم عما أراه من جبل، أو واد أو غير ذلك، فمررنا بجبل خلف أحد، فقلت: ما يقال لهذا الجَبَل؟ قالوا: هذا جبل ثَوْرٍ. فقلت: ما تقولون!؟ فقالوا: هذا ثور معروف من زمن آبائنا وأجدادنا فنزلت فصليت ركعتين والله أعلم.


١ لفظ: "العلف" مستدركه على الهامش في "ش".
٢ رواه البخاري رقم "١٨٧٠" ومسلم رقم "١٣٧٠" من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

<<  <   >  >>