للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله: "وسنة الطلاق": سنة الطلاق، في حق من تحيض من وجهين:

أحدهما من جهة الزمان: وهو أن يطلقها في طهر لم يصبها فيه.

والثاني من جهة العدد: وهو أن يطلقها واحدة، ثم يدعها حتى تنقضي عدتها.

فالحيض يمنع سنة الطلاق بالنسبة إلى الزمان دون العدد.

قوله: "والبلوغ" البلوغ في اللغة: الوصول، قال الجوهري: وبلغ الغلام، أدرك، والمراد -والله أعلم- بلوغ حد التكليف، وهو في حق الغلام والجارية، كما ذكره -رحمه الله- في كتاب "الحجر".

قوله: "والنِّفَاسُ مثله": النفاس "بكسر النون" في أصل اللغة: مصدر نفست المرأة "بضم النون وفتحها، مع كسر الفاء فيهما": إذا ولدت، وسميت الولادة نفاسا من التنفس، وهو التشقق والانصداع، يقال: تنفست القوس: إذا تشققت، وقيل سميت نفاسا لما يسيل لأجلها من الدم، والدم: النفس كما تقدم، سمي الدم الخارج نفسه نفاسا؛ لكونه خارجا، بسبب الولادة، التي هي النفاس، تسمية للمسبب باسم السبب، ويقال لمن بها النفاس، نفساء "بضم النون وفتح الفاء" وهي الفصحى ونفساء "بفتحهما" ونفساء "بضم النون واسكان بالفاء" عن اللحياني١ في نوادره، واللغات الثلاث بالمد، ثم هي نفساء حتى تطهر.

وحكى ابن عُدَيْسٍ في كتاب "الصواب" عن ثعلب: النُّفَسَاءُ:


١ هو علي بن المبارك -وقيل ابن حازم- أبو الحسن اللحياني -من بني لحيان بن هديل بن مردكة- أخذ عن الكسائي وغيره، له ترجمة في "بغية الوعاة": ٢/ ١٨٥.

<<  <   >  >>