للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقولُنا: صلاة الظُّهر، أي: صلاة هذا الوقت.

قال القاضي عياض: الأولى اسمها المعروف، سميت بذلك؛ لأنها أول صلاة صلاها جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم.

قال المصنف رحمه الله: في "المغني"١ وبدأ بها النبي -صلى الله عليه وسلم- حين علم أصحابه٢ مواقيت الصلاة، في حديث بُرَيْدَةَ وغيره، وبدأ بها أصحابه، حين سئلوا عن الأوقات وتسمى: الأولى، والهجير، والظهر.

قوله: "ووقتها من زوال الشمس إلى أن يصير ظل كل شيء مثله": زوال الشمس ميلها عن كبد السماء، ويعرف ذلك بطول الظل بعد تناهي قصره، كذا ذكره في "المغني".

والظل، أصله السَّتْر، ومنه، أنا في ظل فلان، ومنها ظل الجنة وظل شجرها، وظلُّ الليل: سواده، وظل الشمس: ما ستر الشخوص من مسقطها ذكره ابن قتيبة، قال: والظل يكون غدوة وعشية من أول النهار وآخره، والفيء لا يكون إلا بعد الزوال؛ لأنه فاء: أي: رَجَعَ.

قوله: "ثم العصر": وهي الوسطى، قال الجوهري: والعصران، الغداة والعشي، ومنه سميت صلاة العصر، وقال الأزهري: وأما العصر، فإنما سميت عصرًا، باسم ذلك الوقت، "والغداة والعشي يسميان العصرين"٣ والعرب تقول: فلان يأتي فلانا العَصْرَيْن والبَرْدَيْن، إذا كان يأتيه طرفي النهار، آخر كلامه.

فكأنها والله أعلم، سميت باسم وقتها، كما تقدم في الظهر، "والوُسْطى" مؤنث الأوسط، والأوسط والوَسَطُ: الخيار، قال أبو


١ انظر: "المغني": "٢/ ٨".
٢ في: "المغني": "الصحابة" في الموضوعين وقد نقل المؤلف عنه بتصرف.
٣ ما بين الحاصرتين زيادة من "ط".

<<  <   >  >>