للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وامتزاجات في المركبات، فيتبعها قوى جسمانية، وتركب عليها نفوس روحانية، مثل أنواع النبات وأنواع الحيوان. ثم قد تكون التأثيرات كلية صادرة عن روحاني كلي، وقد تكون جزئية صادرة عن روحاني جزئي، فمع جنس المطر ملك، ومع كل قطرة ملك.

ومنها مدبرات الآثار العلوية الظاهرة في الجو.

مما يصعد من الأرض فينزل، مثل الأمطار، والثلوج، والبرد، والرياح.

ومما ينزل من السماء، مثل: الصواعق، والشهب.

ومما يحدث في الجو: من الرعد، والبرق، والسحاب، والضباب، وقوس قزح، وذوات الأذناب، والهالة، والمجرة.

ومما يحدث في الأرض، مثل: الزلازل، والمياه، والأبخرة, إلى غير ذلك.

ومنها متوسطات القوى السارية في جميع الموجودات، ومدبرات الهداية الشائعة في جميع الكائنات، حتى لا نرى موجودا ما خاليا عن قوة وهداية إذا كان قابلا لهما.

قالوا:

وأما الحالة:

فأحوال الروحانيات، من الروح، والريحان، والنعمة، واللذة، والراحة، والبهجة، والسرور في جوار رب الأرباب: كيف يخفي؟

ثم طعامهم وشرابهم: التسبيح، والتقديس، والتهليل، والتمجيد، والتحميد وأنسبهم بذكر الله تعالى وطاعته. فمن قائم، ومن راكع، ومن ساجد، ومن قاعد لا يريد تبديل حالته، لما هو فيه من البهجة واللذة، ومن خاشع بصره لا يرفع، ومن ناظر لا يغمض، ومن ساكن لا يتحرك، ومن متحرك لا يسكن، ومن كروبي١ في عالم القبض، ومن روحاني في عالم البسط: {لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} ٢.


١ يقال كرب الأمر: إذا دنا والمراد بالكروبي: المقرب.
٢ التحريم آية ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>