للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بني سليم. ومناة للأوس والخزرج وغسان. وهبل أعظم الأصنام عندهم، وكان على ظهر الكعبة، وأساف ونائلة على الصفا والمروة وضعهما عمر بن لحي, وكان يذبح عليهما تجاه الكعبة، وزعموا أنهما كانا من جرهم إساف بن عمرو، ونائلة بنت سهل تعاشقا ففجرا في الكعبة، فمسخا حجرين. وقيل: لا, بل كانا صنمين جاء بهما عمرو بن لحي فوضعهما على الصفا.

وكان لبني ملكان من كنانة صنم يقال له سعد, وهو الذي يقول فيه قائلهم:

أتينا إلى سعد ليجمع شملنا ... فشتتنا سعد, فلا نحن من سعد

وهل سعد إلا صخرة بتنوفة١ ... من الأرض لا يدعو لغي ولا رشد

وكانت العرب إذا لبت وهللت قالت:

لبيك اللهم لبيك ... لبيك لاشريك لك

إلا شريك هو لك ... تملكه وما ملك

ومن العرب من كان يميل إلى اليهودية، ومنهم من كان يميل إلى النصرانية, ومنهم من كان يصبو إلى الصابئة، ويعتقد في الأنواء اعتقاد المنجمين في السيارات حتى لا يتحرك ولا يسكن ولا يسافر ولا يقيم إلا بنوء من الأنواء، ويقول: مطرنا بنوء كذا. ومنهم من كان يصبوا إلى الملائكة فيعبدهم، بل كانوا يعبدون الجن، ويعتقدون فيهم أنهم بنات الله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.


١ التنوفة: الأرض المترامية الأطراف، أو الفلاة لا ماء فيها ولا أقيس.

<<  <  ج: ص:  >  >>