للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في أول نبي بعث

عن أنس مرفوعا: "أول نبي بعث نوح عليه السلام" يعني أول نبي بعث إلى من في الأرض جميعا في زمنه دل عليه تغريق الأرض كلها عقوبة لهم إذ عتوا ولا يكون ذلك إلا باستحقاق الجميع عقوبة المخالفة لأن إلياس من المرسلين وهو إدريس وهو جد نوح١ لأن نوحا هو ابن لأمك بن متوشلح بن


١ لم تقم حجة على أن إلياس هو إدريس ولا أن إدريس هو جد نوح ومع ذلك ففي كون نوح بعث إلى أهل الأرض نظر ففي الصحيحين وغيرهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي الحديث، عد فيهن وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة ويؤيده في نوح أن في القرآن مواضع في إرساله إلى قومه منها في سورته قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ} وأحسن الأجوبة ما نقله الحافظ في كتاب التيمم من فتح الباري عن ابن عطية وحاصله بإيضاح وزيادة أن معنى بعث الرسول إلى قومه خاصة أن يؤمر بالتجرد لتبليغهم وتكلف المشاق في الذهاب إليهم والتردد عليهم وتجشم الأخطار في ذلك بحسب ما يستطيعه ولا يؤمر بمثل ذلك في غير قومه بل يكفيه ما تيسر له، وعلى غير قومه إذا بلغتهم دعوته ولم يكن فيهم ما يغنيهم عنها أن يأتوه ويؤمنوا به ويتبعوه، مثلا هود عليه السلام بعث إلى قومه خاصة فعليه التجرد لتبليغهم وبذل وسعه في ذلك فأما بقية الأقوام في عصره على أقسام، الأول من يبلغهم دعوته=

<<  <  ج: ص:  >  >>