للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل قول الأشاعرة في المعجزات]

وممّا يُبيِّن ضعف طريقة هؤلاء١ أنّهم قالوا: المعجزات لا تدلّ بجنسها على النبوّة، بل يُوجِد مثل المعجز من كلّ وجه، ولا يدلّ على النبوّة؛ كأشراط الساعة؛ وكما يوجد للسحرة، والكهّان، والصالحين من الخوارق التي تماثل آيات الأنبياء فيما زعمه هؤلاء. قالوا: لكنّ الفرق أنّ هذا يدّعي النبوّة، ويحتجّ بها، ويتحدّاهم بالمثل، فلا يقدر أحدٌ على معارضته. وأولئك لو ادّعوا النبوّة، لمنعهم الله منها، وإن كانوا قبل ذلك غير ممنوعين منها، أو لقيّض [لهم] ٢ من يعارضهم. ولو عارضوا بها نبيّاً لمنعهم الله إياها، ليسلم دليل النبوة. قالوا: والمعجز إنّما يدلّ دلالةً وضعيّةً بالجعل، والقصد؛ كدلالة الألفاظ، [والعقود] ٣، والخط، والعلامات التي يجعلها الناس بينهم٤.


١ أي الأشاعرة. انظر: البيان للباقلاني ص ٤٧-٤٩. والإرشاد للجويني ص ٣١٩، ٣٢٨.
٢ في ((خ)) : له. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٣ في ((م)) ، و ((ط)) : العقد.
٤ ممن ذكر ذلك من الأشاعرة: القاضي أبو بكر الباقلاني في كتابه البيان ص ٤٧، ٤٨، ٧٢-٧٣، ٩٤، ٩٥، ٩٦، ١٠٥. والجويني في الإرشاد ص ٣١٩، ٣٢٠، ٣٢٤، ٣٢٥، ٣٢٨. والبغدادي في أصول الدين ص ١٧١. والإيجي في المواقف ص ٣٤٢. والتفتازاني في شرح المقاصد ٥ ١٣، ١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>