للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثاني: أنها لا تؤكد الفعل المسند إلى نون الإناث؛ وذلك لأن الفعل المذكور، يجب أن يؤتى بعد فاعله بألف فاصلة بين النونين؛ قصدا للتخفيف؛ فيقال: "اضربنَانِّ"، وقد مضى أن الخفيفة لا تقع بعد الألف، ومن أجاز ذلك فيما تقدم؛ أجازه هنا بشرط كسرها.

الثالث: أنها تحذف قبل الساكن؛ كقوله١: [المنسرح]

٤٧٦ - لا تهين الفقير عَلَّكَ أن تَرْ ... كَعَ يوما والدهر قد رفعه٢


١ القائل هو: الأضبط بن قريع السعدي، من عوف بن كعب، من رهط الزبرقان بن بدر، ورهط أنف الناقة، جاهلي قديم؛ له أخبار مع قومه مذكورة، في كتب الأدب.
الخزانة: ١١/ ٤٥٥-الشعر والشعراء: ١/ ٣٨٢.
٢ تخريج الشاهد: البيت من كلمة مطلعها:
لكل هم من الهموم سعهْ ... والمسي والصبح لا فلاح معهْ
والشاهد من شواهد: التصريح: ٢/ ٢٠٨، والأشموني: "٩٦٨/ ٢/ ٥٠٤"، وابن عقيل: "٣١٩/ ٣/ ٣١٨" والبيان والتبيين: ٣/ ٣٤١، وفيه "لا تحقرن الفقير ... " والمعمرين: ٨، وأمالي القالي: ١/ ١٠٨، وفيه: "لا تعاد"، وأمالي ابن الشجري: ١/ ٣٨٥، والإنصاف: ٢٢١، وشرح المفصل: ٩/ ٤٣، والمقرب: ٧٤، والخزانة: ٤/ ٥٨٨، وشرح شواهد الشافية: ٩٦٠، والعيني: ٤/ ٣٣٤، والهمع: ١/ ١٣٤، ٢/ ٧٩، والدرر: ١/ ١١١، ٢/ ١٠٢، والمغني: "٢٧٩/ ٢٠٦" "١٠٩٤/ ٨٤٢"، والسيوطي: ١٥٥.
المفردات الغريبة: تهين: مضارع من الإهانة؛ وهي الاحتقار والازدراء. علَّك: لغة في لعلك. تركع: أصله الركوع؛ وهو الانخفاض، من أعلى إلى أسفل، والمراد هنا: انحطاط: الحال، وتبدل الحال الحسنة بأخرى مغايرة لها.
المعنى: لا تحتقر الفقير، ولا تهنه، ولا تستخف به، فبما يتبدل الحال -والدهر قلب- فيخفضك الزمان ويرفعه عليك.
الإعراب: لا نهاية جازمة، لا محل لها من الإعراب. تهين: فعل مضارع مبني على الفتح؛ لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة؛ المحذوفة؛ للتخلص من التقاء الساكنين، في محل جزم بـ "لا" الناهية، الفاعل: ضمير مستتر وجوبا؛ تقديره: أنت. الفقير: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. علَّك: حرف مشبه بالفعل، والكاف: ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب اسم "لعل". أن: حرف مصدري ونصب. تركع: فعل مضارع منصوب، وعلامة نصبه الفتحة، والفاعل: ضمير مستتر وجوبا؛ تقديره: أنت؛ وجملة؛ "تركع": صلة للموصول الحرفي، لا محل لها. والمصدر المؤول من "أن =

<<  <  ج: ص:  >  >>