للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حذف الخبر جوازا] :

وأما حذف الخبر جوازًا فنحو: "خرجت؛ فإذا الأسد" أي: حاضر، ونحو: {أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا} ١، أي: كذلك، ويقال: من عندك؟ فتقول: زيد، أي: عندي.

[حذف الخبر وجوبا في مسائل أربع] :

وأما حذفه وجوبا ففي مسائل:

إحداها: أن يكون كونا مطلقا٢ والمبتدأ بعد لولا"٣، نحو: "لولا زيد لأكرمتك" أي: لولا زيد موجود، فلو كان كونا مقيدا، وجب ذكره إن فقد دليله، كقولك "لولا زيد سالَمَنَا ما سلِمَ" وفي الحديث: "لولا قومك حديثو عهد بكفر لبنيت الكعبة على قواعد إبراهيم" ٤، وجاز الوجهان إن وجد الدليل، نحو: "لولا أنصار


= وأما النصب، فعلى أحد وجهين، أحدهما: أن "ما" نكرة غير موصوفة، في محل جر بإضافة "سي" إليها، و"يوما": مفعول به لفعل محذوف، التقدير: ولا مثل لشيء أعني يوما بدارة جلجل. وثانيهما: أن تكون ما نكرة غير موصوفة أيضا، في محل جر بالإضافة. و"يوما" تمييز منصوب. وأما إذا كان الاسم الواقع بعد لا سيما معرفة، فيجوز فيه الجر والرفع بإجماع، واختلفوا في جواز النصب، فمن عده بإضمار فعل، أجازه، كما أجازه في النكرة، ومن جعل النصب على التمييز، قال: إن التمييز لا يكون إلا نكرة منع النصب في المعرفة، ومن جوز أن يكون التمييز معرفة -على مذهب جماعة من الكوفيين- جوز نصب المعرفة بعد "لا سيما".
راجع النحو الوافي: ١/ ٥١٣-٥١٨.
١ "١٣" سورة الرعد، الآية: ٣٥.
موطن الشاهد: {وَظِلُّهُا} .
وجه الاستشهاد: مجيء "ظلها" مبتدأ محذوف الخبر، والتقدير: أكلها دائم: وظلها كذلك؛ أي دائم، وحكم حذف الخبر في هذه الحالة الجواز، لدلالة ما قبله عليه.
١ أي: عاما يدل على مجرد الوجود، من غير زيادة ما.
٢ المقصود بـ "لولا" الامتناعية، التي هي حرف امتناع لوجود، ومثلها: "لوما" التي تفيد الامتناع أيضا، وأما "لولا" التخضيضية، فلا يليها المبتدأ.
٣ هذا حديث شريف يخاطب به النبي -صلى الله عليه وسلم- السيدة عائشة- رضي الله عنها- والحديث، رواه البخاري في كتاب العلم: "لولا قومك حديث عهدهم بكفر لنقضت الكعبة"، وله في كتاب الحج، وكتاب التمنى روايات أخرى. البخاري: ٦/ ٤٠٧، و٨/ ١٧٠، ومسلم: ٢/ ٢٦٩، والترمذي: ٣/ ٦١٤،والنسائي: ٥/ ٢١٤.
موطن الشاهد: "قومك حديثو".
وجه الاستشهاد: مجيء: "قومك" مبتدأ بعد "لولا" ومجيء الخبر..... كونا مقيدا بالحداثة، وحكم ذكر الخبر في هذه الحالة الوجوب.

<<  <  ج: ص:  >  >>