للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب أفعل التفضيل] ١

[ما يصاغ منه أفعل التفضيل] :

إنما يصاغ أفعل التفضيل مما يصاغ منه فعلا التعجب؛ فيقال: "هو أضرب" و"أعلم" و"أفضل"، كما يقال: "ما أضربه" و"أعلمه" و"أفضله" وشذ بناؤه من وصف لا فعل له؛ كـ"هو أقمن به" أي: أحق، و"ألص من شظاظ"٢، ومما زاد على ثلاثة كـ"هذا الكلام أخصر من غيره"٣، وفي أفعل المذاهب الثلاثة٤، وسمع "هو أعطاهم للدراهم، وأولاهم للمعروف"٥، و"هذا المكان أقفر من


١ هو اسم مشتق مصوغ؛ للدلالة على شيئين اشتركا في صفة، وزاد أحدهما على الآخر فيها. وقياسه "أفعل" للمذكر ممنوع من الصرف للوصفية ووزن الفعل، و"فعلى" للمؤنث. أما خير وشر وحب، فقد حذفت همزتها؛ لكثرة الاستعمال، وجاء على الأصل قول رؤبة: بلال خير الناس وابن الأخير، وقراءة بعضهم: {مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ} ، وفي الحديث: "أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل".
الأشموني: ٢/ ٣٨٣، حاشية الصبان: ٣/ ٤٣.
٢ بنوه من لص. وقد حكى ابن القطاع لصص -بالفتح- إذا استتر، وحكي أيضا: لصصه إذا أخذه خفية. وعلى ذلك لا شذوذ فيه. وشظاظ -بكسر الشين- اسم لص من بني ضبة معروف بالذكاء في اللصوصية، ويضرب به المثل، يقال: "أسرق من شظاظ"، و"ألص من شظاظ"، ويقال أيضا: "ألص من سرحان" وهو الذئب، و"ألص من فأرة".
انظر مجمع الأمثال للميداني "تحقيق: محيي الدين عبد الحميد": ٢/ ٢٥٧، برقم: ٣٧٤٥.
٣ بنوه من: "اختصر". وفيه شذوذ آخر، وهو بناؤه من المبني للمجهول.
٤ أي: في بناء "أفعل" التفضيل من الرباعي الذي على وزن "أفعل" الخلاف السابق في التعجب؛ فقيل: يجوز مطلقا، وقيل: يمتنع مطلقا، وقيل: يجوز إن كانت الهمزة لغير النقل وإلا فلا.
٥ هذان شاذان عند من يمنع ذلك مطلقا، وعند من يمنع إذا كانت الهمزة للنقل؛ لأن همزتها كذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>