للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا باب التوكيد١

[التوكيد المعنوي وألفاظه] :

وهو ضربان: لفظي وسيأتي، ومعنوي٢؛ وله سبعة ألفاظ٣.

[حكم التوكيد بالنفس والعين] :

الأول والثاني: النفس والعين٤، ويؤكد بهما؛ لرفع المجاز عن الذات، تقول: "جاء الخليفة" فيحتمل أن الجائي خبره أو ثقله٥، فإذا أكدت بالنفس أو بالعين أو بهما٦؛ ارتفع ذلك الاحتمال.

ويجب اتصالهما بضمير مطابق للمؤكد، وأن يكون لفظهما طبقه في الإفراد


١ هو في الأصل: مصدر وكد، ثم استعمل في التابع المذكور؛ ويقال فيه: التأكيد، بقلب الواو همزة؛ والأول أشهر في استعمال النحاة.
٢ هو التابع الذي يزيل عن متبوعه الشك، واحتمال إرادة غير معناه الحقيقي الظاهر، وعدم إرادة العموم والشمول.
٣ لفظ سبعة غير دقيق؛ لأن المؤلف، ذكر ألفاظ التوكيد المعنوي المشهور استعمالها؛ ومعلوم أنه يوجد ألفاظ غيرها، تستعمل في التوكيد المعنوي، غير أنها ليست مشهورة. انظر حاشية يس على التصريح: ٢/ ١٢٠.
٤ المراد بهما -النفس والعين: ذات الشيء، وحقيقته التي يتكون منها -ولو لم يكن في تركيبه نفس ولا عين-؛ ويختصان عن بقية ألفاظ التوكيد المعنوي، بجواز جرهما بالباء الزائدة؛ تقول: رأيت الرجل نفسه، أو بنفسه؛ وقابلت الموظف عينه، أو بعينه؛ والمجرور يكون في محل رفع، أو نصب، أو جر على حسب المتبوع. وإذا أكد معهما بكلمة "كل"، يحسن تأخير "كل" عنهما، كما سيتضح لاحقا.
انظر حاشية الصبان: ٣/ ٧٣-٧٤. والتصريح: ٢/ ١٢٠.
٥ الثقل: واحد الأثقال، وبفتح الثاء والقاف: متاع المسافر وحشمه.
٦ أي: معا من دون عطف. ويشترط تقديم النفس على العين.

<<  <  ج: ص:  >  >>