للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد رُوِيَ البَيْتُ بالوَجْهَيْن، ونَحْوَ قولِكَ: (مَا زَيْدٌ ضَرَبْتَه) ، والعِلَّةُ في ذلكَ أَنَّ هذِه الحُرُوفِ تَدْخُلُ عَلى الأسْمَاءِ والأفْعَالِ، أَمَّا غَيْرُها مِنْ أَحْرُفِ النَّفْيِ المُخْتَصَّةِ بِدُخُولِها عَلى الأفْعَالِ نَحْوَ: (لمْ،لَمّا، لنْ) فَلا يَجُوزُ فيها إلاّ النَّصْبُ لاخْتِصَاصِها بالأفْعَالِ (١) .

وتَابَعَ أَبا الحَسَن بنَ الباذِش في هذا الرَّأيِ ابنُ أبي الرَّبِيعِ (٢) وابنُ خَروف،ونَسَبَ هذا الرَّأيَ لسِيْبَوَيْه،قالَ (٣) : " وهو الظَّاهرُ مِنْ كَلامِ سِيْبَوَيْه"، واعْتَلَّ بأَنَّ المَوْضِعَ لا يَخْتَصُّ بالفِعْلِ دونَ الاسْمِ (٤) .

وهُناكَ رَأيانِ آخَرَانِ في هذِه المَسْأَلَةِ، فظَاهِرُ كَلامِ سِيْبَوَيْه تَرْجِيحُ الرَّفْعِ مَعْ جَوازِ النَّصْبِ (٥) ، وتَابَعَه في هذا الرَّأيِ ابنُ طَاهِرٍ (٦) ، ويَرَى كَثيرٌ مِنْ النُّحَاةِ أَنَّ النَّصْبَ أَرْجَحَ مِنْ الرَّفْعِ، وهو اخْتِيَارُ ابنِ مَالِكٍ (٧) وابنِ الحَاجِبِ (٨) والرَّضِيِّ (٩) والخَوارِزْمي (١٠) والوَرَّاقِ (١١) والنِّيليِّ (١٢) ،وهو مَذْهَبُ الجُمْهورِ كَمَا ذَكَرَ أبو حَيَّانَ (١٣) ، والعِلَّةُ في هذا الاخْتِيارِ أَنَّ النَّفْيَ أَوْلى بالفِعْلِ.


(١) انظر رأي ابن الباذِش في ارتشاف الضرب٣/١٠٨،والمجيد في إعراب القرآن٣٣٠،وأوضح المسالك٢/١٠، وشرح التصريح١/٣١٠، وحاشية الصبان ٢/٧٨٧٩.
(٢) انظر الملخص٢٠٢.
(٣) انظر شرح الجمل لابن خروف ٤١٠.
(٤) انظر شرح الجمل لابن خروف ٤١٠.
(٥) انظر الكتاب ١/١٤٥١٤٦.
(٦) انظر المجيد ٣٣٠.
(٧) انظر شرح الكافية الشافية٢/٦١٩.
(٨) انظر شرح المقدمة الكافية ٢/٤٦٧.
(٩) انظر شرح الرضي١/٤٥٧.
(١٠) انظر التخمير ١/٣٩٢.
(١١) انظر علل النحو ٣١٣.
(١٢) انظر الصفوة الصفية٨٣٣.
(١٣) انظر ارتشاف الضرب٣/١٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>