للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يكثر الطير حيث ينتشر الحب وتغشى منازل الكرماء

وخارجها يفضل كل خارج، وقانصها يجمع بين طائر ودارج، وفواكهها طيبة، وأمطار عصيرها صيبة، وكيلها وافر، وسعرها- عن وجه الرخاء- سافر، وميرتها لا ينقطع لها خف ولا حافر. لكن ماءها وهواءها عديما الصحة، والعرب عليها فى الفتن ملحة، والامراض بها تعيث وتعبث، والخزين بها لا يلبث.

٨- «أزمور» «٨٥»

قلت: فأزمور؟

قال: جار واد وريف «٨٦» ، وعروس ربيع وخريف، وذو وضع شريف. أطلت على واديه المنازه (١٢٢: أ) والمراقب، كأنها النجوم الثواقب، وجلت من خصبه المناقب «٨٧» ، وضمن المرافق نهره المجاور وبحره المصاقب «٨٨» . بلد يخزن الاقوات، ويملأ اللهوات. باطنه الخير، وادامه اللحم والطير. وساكنه رفيه، ولباسه يتحد فيه، ومسكنه نبيه، وحوته الشابل ليس له شبيه. لكن أهله- أنما حرثهم وحصادهم- اقتصادهم، فلا يعرفون ارضاخا «٨٩» ، ولا وردا نضاخا،

<<  <   >  >>