للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لله ولشرف الدولة بن عضد الدولة» ، وذكر ما جرت به العادة؛ وكان ذلك بعد أمور وقعت بين صمصام الدولة وبين أخيه شرف الدولة المذكور حتى أذعن «١» له صمصام الدولة.

وفيها توفّى أبو القاسم المظفّر بن علىّ الملقب بالموفّق أمير البطيحة، وولى بعده أبو الحسن علىّ بن نصر بعهد منه. فبعث ابن نصر هذا لشرف الدولة يبذل الطاعة وسأل الخلع والتقليد؛ فأجيب إلى ذلك ولقّب مهذّب الدولة؛ فسار بالناس أحسن سيرة.

وفيها توفّى الحكم «٢» بن عبد الرّحمن بن عبد الله بن محمد الأموىّ المغربىّ أمير الأندلس. ولى مملكة الأندلس بعد وفاة أبيه يوم مات سنة خمسين وثلثمائة.

وكنيته أبو العاصى، ولقبه المستنصر بالله؛ وأقام واليا على الأندلس خمسا وعشرين سنة، ومات في صفر. وأمّه أم ولد يقال لها مرجان. وتولّى بعده ولده هشام ابن الحكم، وكان مشكور السيرة. وهو الذي كتب إليه العزيز صاحب الترجمة من مصر يهجوه، وقد ذكرنا ذلك في أوّل ترجمة العزيز؛ فردّ المستنصر هذا جواب العزيز، وكتب في أوّل كتابه قصيدة أوّلها:

[الطويل]

ألسنا بنى مروان كيف تقلّبت ... بنا الحال أو دارت علينا الدوائر

إلى أن قال:

إذا ولد المولود منّا تهلّلت ... له الأرض واهتزّت إليه المنابر

ثمّ قال: وبعد، فقد عرفتنا فهجوتنا، ولو عرفناك لهجوناك. والسلام.