للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

*** [ما وقع من الحوادث سنة ٤٥٧]

السنة الثلاثون من ولاية المستنصر معدّ على مصر وهى سنة سبع وخمسين وأربعمائة.

فيها توفّى محمد «١» بن منصور أبو نصر عميد الملك الكندرىّ وزير السلطان طغرلبك السّلجوقى. كان فاضلا مدبّرا حازما عاقلا. وكان طغرلبك فى مبدأ أمره قد بعثه ليخطب له امرأة فتزوّجها هو، فحصاه طغرلبك ثم أقرّه على خدمته، فآستولى عليه إلى أن مات. ووزر بعد موت طغرلبك لابنه ألب أرسلان وهو الذي قتله. وولى الوزارة بعده نظام الملك الذي نشر مذهب الإمام الشافعى بالعجم. وكان عميد الملك المذكور فاضلا أديبا شاعرا. ومن شعره لمّا تحقّق قتله، وأجاد إلى الغاية:

[البسيط]

إن كان بالناس ضيق عن مزاحمتى ... فالموت قد وسّع الدنيا على الناس

قضيت والشامت المغرور يتبعنى ... إنّ المنية كاس كلّنا حاسى

وفيها توفّى عبيد «٢» الله بن عمر القاضى أبو زيد الدّبوسىّ «٣» الحنفىّ شيخ الحنفيّة بما وراء النهر «٤» . كان إماما عالما فقيها نحويّا بارعا فى فنون عفيفا مشكور السّيرة،