للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

*** [ما وقع من الحوادث سنة ٤٩٣]

السنة السادسة من ولاية المستعلي أحمد على مصر وهى سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة.

فيها عادت الخطبة ببغداد باسم بركياروق بعد الخليفة، وكان بطل اسمه وخطب لأخيه محمد شاه؛ وهذا بعد أن وقع بينهما حروب إلى أن ملك بركياروق وأخرج أعوان محمد شاه من بغداد.

وفيها توفّى عبد الله بن أحمد بن علىّ بن صابر أبو القاسم السلمىّ الدمشقىّ ويعرف بابن سيدة. ولد سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة، ومات فى شهر ربيع الآخر بدمشق. وأنشد:

[الوافر]

صبرا لحكمك أيّها الدهر ... لك أن تجور ومنّى الصبر

آليت لا أشكوك مجتهدا ... حتى يردّك من له الأمر

وفيها توفّى محمد بن سلطان بن محمد بن حيّوس أبو الفتيان الأمير الشاعر.

ولد سنة إحدى «١» وأربعمائة، وهو من بيت الفضل والعلم والرياسة. ومات فى شهر رجب وقد جاوز تسعين سنة. ومن شعره من قصيدة أوّلها:

[الطويل]

لكم أن تجوروا معرضين وتغضبوا ... وعادتكم أن تزهدوا حين تغضبوا

جنيتم علينا واعتذرنا إليكم ... ولولا الهوى لم يسأل الصّفح مذنب

وفيها توفّى الوزير محمد بن محمد [بن محمد «٢» ] بن جهير الصاحب شرف الدين عميد الدولة. كان حسن التدبير، كافيا فى المهام، شجاعا جوادا عظيما فى الدول. وزر للخليفة القائم، ثم من بعده للمقتفى فعزله بأبى شجاع، ثم أعاده المستظهر فدبّر أموره ثمانى