للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

*** [ما وقع من الحوادث سنة ٥١٨]

السنة الثالثة والعشرون من ولاية الآمر منصور على مصر وهى سنة ثمانى عشرة وخمسمائة.

فيها عزم دبيس على قصد بغداد؛ وكان دبيس قد التجأ إلى طغرل بن محمد شاه السلجوقىّ. فتأهّب الخليفة المسترشد بالله للقائهما، وجمع الجيوش من كلّ جانب؛ ثم ترك دبيس المجىء فى هذه السنة لأمر ما.

وفيها كاتب أهل حلب آق سنقر صاحب الموصل؛ فسار إلى حلب فسلمها إليه أهلها، وهرب منها الأمير سكمان بن أرتق؛ فساق آق سنقر البرسقىّ خلفه، فلحقه بمنبج فقتله.

وفيها استولت الفرنج على صور بالأمان بعد أمور وحروب ذكرناها فى أوّل ترجمة الآمر هذا.

وفيها توفّى عبد الله بن محمد بن علىّ بن محمد القاضى أبو جعفر الدّامغانىّ الحنفىّ، شهد عند أبيه، ثم ولى قضاء الكرخ من قبل أخيه، ثم ترك ذلك ورمى الطيلسان وولى حجبة باب النوبىّ للخليفة؛ وعظم ذلك على أخيه. وكان فاضلا كريم الأخلاق حسن العشرة خليقا بالرياسة.

وفيها توفّى محمد بن نصر بن منصور أبو سعد القاضى الهروىّ. كان فى بداءة أمره فقيرا حتّى اتّصل بالخليفة، وصار سفيرا بينه وبين الملوك. واستشهد هو وولده بهمذان، وكانت له اليد الباسطة فى النظم والنثر. ومن شعره:

[الوافر]

أودّعكم وأودعكم جنانى ... وأنثر دمعىّ نثر الجمان

وإنّى لا أريد لكم فراقا ... ولكن هكذا حكم الزمان