للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

*** [ما وقع من الحوادث سنة ٥٤٠]

السنة السادسة عشرة من ولاية الحافظ عبد المجيد على مصر وهى سنة أربعين وخمسمائة.

فيها توفّى بهروز الخادم أبو الحسن مجاهد الدين خادم السلطان مسعود السّلجوقىّ. كان خادما أبيض، ويلقّب مجاهد الدين. ولى إمرة العراق نيّفا وثلاثين سنة، وله به مآثر. منها أخذ كنيسة وبناها رباطا على شاطىء دجلة وأوقف عليها أوقافا، وبها دفن. وبهروز (بكسر الباء الموحدة ثانية الحروف وهاء ساكنة وراء مهملة مضمومة وواو وزاى ساكنة) ومعناه باللغة العجميّة يوم جيّد على التقديم والتأخير على عادة اللغة العجمية والتركية.

وفيها توفّى موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر الجواليقىّ الشيخ أبو منصور إمام المقتفى العبّاسىّ. سمع الحديث ببغداد وقرأ الأدب فأكثر، وانتهى إليه علم اللغة ودرّس النحو والعربيّة بالنظاميّة بعد أبى زكريا «١» التّبريزى. فلمّا ولى المقتفى الخلافة اختصه وجعله إمامه، فكان غزير العلم طويل الصمت متواضعا مليح الخطّ. مات فى المحرّم.

وفيها توفّى الشيخ أبو «٢» بكر بن تقىّ (بتاء مثناة من فوق ثالثة الحروف) الأندلسى القرطبى الفقيه الشاعر، كان فاضلا شاعرا فصيحا. ومن شعره:

[الطويل]

ومشمولة فى الكأس تحسب أنّها ... سماء عقيق زيّنت بكواكب

بنت كعبة اللّذّات فى حرم الصّبا ... فحجّ إليها اللهو من كلّ جانب