للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دوين: بلدة صغيرة فى العجم، وقيل: هو من الأكراد الرّواديّة، وهو الأصحّ.

فقدم نجم الدين أيّوب وأخوه أسد الدين شيركوه إلى العراق وخدما مجاهد الدين بهروز الخادم شحنة بغداد، فرأى بهروز من نجم الدين رأيا وعقلا، فولّاه دزدارا بتكريت «١» ، وكانت تكريت لبهروز، أعطاها له السلطان مسعود بن غياث الدين محمد ابن ملكشاه- المقدّم ذكره- السّلجوقىّ. وبهروز كان يلقّب مجاهد الدين.

وكان خادما روميّا أبيض، ولّاه السلطان مسعود شحنة العراق. وبهروز (بكسر الباء الموحدة وسكون الهاء وضم الراء وسكون الواو وبعدها زاى) ، وهو لفظ عجمىّ معناه: يوم جيّد. فأقام نجم الدين بتكريت ومعه أخوه أسد الدين إلى أن انهزم الأتابك زنكى بن آق سنقر من الخليفة المسترشد فى سنة ستّ وعشرين وخمسمائة، ووصل إلى تكريت وبه نجم الدين أيّوب، فأقام له المعابر فعبر زنكى بن آق سنقر [دجلة «٢» ] من هناك، وبالغ نجم الدين فى إكرامه؛ فرأى له زنكى ذلك. وأقام نجم الدين بعد ذلك بتكريت إلى أن خرج منها بغير إذن بهروز. وسببه أنّ نجم الدين كان يرمى يوما بالنشاب فوقعت نشّابة فى مملوك بهروز فقتلته من غير قصد، فاستحى نجم الدين من بهروز فخرج هو وأخوه إلى الموصل. وقيل غير ذلك: إنّ بهروز أخرجهما لمعنى من المعانى، وقيل فى خروجهما غير ذلك أيضا.

ولمّا خرجا من تكريت قصدا الأتابك زنكى بن آق سنقر- المقدّم ذكره- وهو والد الملك العادل نور الدين محمود بن زنكى المعروف بالشّهيد، فأحسن إليهما زنكى وأقطعهما إقطاعات كثيرة، وصارا من جملة أجناده إلى أن فتح زنكى مدينة