للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لأسكنته عينى ولم أرضها له ... فلولا لهيب القلب أسكنته الحشا

وفيها توفّى الأمير مجير الدين «١» أبو الهيجاء [بن «٢» ] عيسى الأزكشىّ الكردىّ الأموىّ، كان عن أعيان الأمراء وشجعانهم، ولمّا ولى الملك المظفّر قطز السلطنة، وولّى الأمير علم الدين سنجر الحلبىّ نيابة الشام جعله مشاركا له فى الرأى والتدبير فى نيابة الشام، وكان الملك الأشرف موسى بن العادل سجنه «٣» مدّة لأمر اقتضى ذلك. فلمّا كان فى السجن كتب بعض الأدباء يقول:

يا أحمد ما زلت عماد الدين ... يا أشجع من أمسك رمحا بيمين

لا تيئسنّ إن حصلت فى سجنهم ... ها يوسف قد أقام فى السجن سنين

وكان مولده بمصر فى سنة ثمان وستين وخمسمائة؛ ومات فى جمادى الأولى بمدينة إربل.

الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم فى هذه السنة، قال: وفيها توفّى عبد الغنى بن سليمان ابن بنين البنانىّ فى شهر ربيع الأوّل، وله ستّ وثمانون سنة، وهو آخر من روى عن عمر «٤» . والعلّامة علم الدين القاسم بن أحمد الأندلسىّ فى رجب بدمشق، وله ستّ وثمانون سنة. والإمام تقىّ الدين أبو القاسم عبد الرحمن بن مرهف النّاشرىّ «٥» المصرىّ المقرئ فى شعبان، وله إحدى وثمانون سنة. والإمام كمال الدين علىّ بن شجاع ابن سالم العبّاسىّ الضّرير فى ذى الحجّة، وله تسعون سنة إلّا شهرا.