للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفعلوا تلك الأفعال القبيحة، ثم قرّروا على البلد تقارير تضاعفت غير مرّة، وحصل على أهل دمشق الذّلّ والهوان وطال ذلك عليهم، وكان متولّى الطلب من أهل دمشق الصفىّ السّنجارىّ، وعلاء الدين أستادار قبجق، وابنا الشيخ الحريرىّ «١» الحنّ والبن؛ وعمل الشيخ كمال الدين «٢» الزّملكانىّ فى ذلك قوله:

لهفى على جلّق يا شرّ ما لقيت ... من كلّ علج له فى كفره فنّ

بالطّمّ «٣» والرّمّ جاءوا لا عديد لهم ... فالجنّ بعضهم والحنّ والبنّ

وللشيخ عز الدين عبد الغنى الجوزىّ «٤» فى المعنى:

بلينا يقوم كالكلاب أخسّة ... علينا بغارات المخاوف قد شنّوا

هم الجنّ حقّا ليس فى ذاك ريبة ... ومع ذا فقد والاهم الحنّ والبنّ

ولابن قاضى «٥» شهبة:

رمتنا صروف الدهر حقّا بسبعة ... فما أحد منا من السبع سالم

غلاء وغازان وغزو وغارة ... وغدر وإغبان وغمّ ملازم

وفى المعنى يقول أيضا الشيخ علاء الدين الوداعىّ وأجاد:

أتى الشام مع غازان شيخ مسلّك ... على يده تاب الورى وتزهّدوا

فخلّوا عن الأموال والأهل جملة ... فما منهم إلا فقير مجرّد

ودامت هذه الشدّة على أهل دمشق والحصار عمّال فى كلّ يوم على قلعة دمشق حتى عجزوا عن أخذها من يد أرجواش المذكور.