للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان عند جعفر في مجلسه، فأقبلت إليه خنفساء، فقال أبو علقمة: أليس يقال: إن الخنفساء إذا أقبلت إلى رجل أصاب خيرا؟ قالوا: بلى؛ فقال جعفر: يا غلام، أعط الشيخ ألف دينار، ثم نحوها عنه، فأقبلت الخنفساء ثانياً، فقال: يا غلام أعطه ألفاً أخرى. وله من هذا أشياء كثيرة، ثم زالت عنه وعن أهله تلك النعم حتى احتاجت أمه إلى السؤال. قال الذهبي عن محمد بن عبد الرحمن الهاشمي صاحب صلاة الكوفة قال: دخلت على أمي يوم النحر وعندها امرأة في أثواب رثة، فقالت لي أمي: أتعرف هذه؟ قلت: لا؛ قالت: هذه عبادة أم جعفر البرمكي، فسلمت عليها ورحبت بها، ثم قلت: يا فلانة حدثينا بعض أمركم؛ قالت: أذكر لك جملة فيها عبرة، لقد هجم علي مثل هذا العيد وعلى رأسي أربعمائة جارية ونحرت في بيتي خاصة ثمانمائة رأس، وأنا أزعم أن ابني جعفراً عاق لي، وقد أتيتكم الآن يقنعني جلد شاتين أجعل أحدهما شعاراً «١» والآخر دثاراً.

أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم ذراعان وعشرون إصبعا، مبلغ الزيادة أربعة عشر ذراعا وإصبعان.

[ذكر ولاية أحمد بن إسماعيل على مصر]

هو أحمد بن إسماعيل بن علي بن عبد الله بن العباس الأمير أبو العباس الهاشمي العباسي أمير مصر. ولاه الرشيد على صلاة مصر بعد عزل الليث بن الفضل عنها في سنة سبع وثمانين ومائة، فقدمها يوم الاثنين لخمس بقين من جمادى الآخرة من السنة المذكورة، وسكن المعسكر على عادة أمراء بني العباس، وجعل على شرطته معاوية بن صرد. وفي ولايته استنجده إبراهيم بن الأغلب أمير إفريقية فأمده بالعساكر وتوجهوا إليه ثم عادوا.