للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث الثالث: الهداية]

الهداية نوعان: هداية دلالة على الحقّ وإرشاد؛ وهي لجميع الخلق، وهي التي يقدر عليها الرسل وأتباعهم، قال الله تعالى: {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} ١. وهداية توفيق وتثبيت من الله منة منه وفضلا لعباده المتقين؛ وهي التي لايقدر عليها إلا الله، قال تعالى: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} ٢"٣.

وقد أوضح الشيخ الأمين -رحمه الله- نوعي الهداية، فقال -رحمه الله-: "إنّ الهدى يستعمل في القرآن استعمالين؛ أحدهما عام، والثاني خاص. أما الهدى العام فمعناه إبانة طريق الحقّ وإيضاح المحجة سواء سلكها المبين له أم لا. ومنه بهذا المعنى قوله تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ} ٤؛ أي بينا لهم طريق الحقّ على لسان نبينا صالح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، مع أنهم لم يسلكوها، بدليل قوله عز وجل {فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى} ٥.

ومنه أيضا قوله تعالى: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ} ٦ أي بينا له طريق الخير والشرّ، بدليل {إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً} ٧.


١ سورة الرعد، الآية [٧] .
٢ سورة القصص، الآية [٥٦] .
٣ انظر الجامع لأحكام القرآن ١/١١٢-١١٣.
٤ سورة فصلت، الآية [١٧] .
٥ سورة فصلت، الآية [١٧] .
٦ سورة الإنسان، الآية [٣] .
٧ سورة الإنسان، الآية [٣] .

<<  <  ج: ص:  >  >>