للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[فصل]

قال محمد بن واسع: ما آسى من الدنيا إلا على ثلاث: صاحب إذا أعوججت قومني، وصلاة في جماعة يحمل عني سهوها وأفوز بفضلها، وقوت من الدنيا ليس لأحد فيه منة، ولا الله عز وجل علي فيه تبعة.

كان بالكوفة رجل قد خرج عن دنيا واسعة وتعبد فقال الفضيل لعبد الله بن المبارك: إن ههنا رجلا من المتعبدين قد خرج عن دنيا واسعة فامض بنا إليه ننظر عقله.

فجاءوا إليه وهو عليل وعليه عباءة وتحت رأسه قطعة لبنة فسلم عليه ابن المبارك ثم قال له: يا أخي بلغنا أنه ما ترك عبد شيئا لله إلا عوضه الله ما هو أكثر منه فما عوضك؟

قال: الرضا بما أنا فيه فقال ابن المبارك حسبك، وقاما على ذلك.

وأوصى بعضهم أخا له في الله فقال: لا يلهينك الناس عن ذات نفس فإن الأمر يخلص إليك دونهم ولم أر شيئا أحسن طلبا ولا أسرع إدراكا من حسنة حديثةً لذنب قديم.

قال خليد العصري: كلنا قد أيقن بالموت وما نرى له مستعدا، وكلنا قد أيقن بالجنة وما نرى لها عاملا، وكلنا قد أيقن بالنار وما نرى لها خائفا، فعلام تعرجون وما عسيتم تنتظرون الموت فهو أول وارد عليكم من الله بخير أو شر فيا إخوتاه سيروا إلى ربكم سيرا جميلا.

وقال آخر: ابن آدم لو رأيت يسير ما بقي من أجلك، لزهدت في طول ما ترجو من أملك ولرغبت في الزيادة من عملك، ولقصرت من

<<  <  ج: ص:  >  >>