للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

في مَوْقفٍ لَيْسَ فَيْهِ مِن يُوَاسِيْكِ

وأَحْسِنِي الظَّنَّ بِالرحمنِ مُسْلِمَةً ... فَحُسْنُ ظَنِّكِ بِالرحمنِ يَكْفِيْكِ

اللهم إنا نسألك نفسًا مطمئنة تؤمن بلقائك وترضى بقضائك، اللهم إنا نسألك باسمك الطاهر الطيب المبارك الأحب إليك الذي إذا دعيت به أجبت، وإذا سئلت به أعطيت، وإذا استرحمت به رحمت، وإذا استفرجت به فرجت أن تغفر سيئاتنا وتبدلها لنا بحسنات يا أرحم الراحمين وصل الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.

[١٠- موعظة]

كتب علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى ولده الحسين من عبد الله علي أمير المؤمنين الوالد الفاني الذام للدنيا الساكن مساكن الموتى، إلى الولد المؤمل ما لا يدرك السالك سبيل من قد هلك، عرضة الأسقام ورهينة الأيام وأسير المنايا وقرين الرزايا وصريع الشهوات ونصب الآفات وخليفة الأموات.

يا بني إن بقيت أو فنيت فإني أوصيك بتقوى الله عز وجل وعمارة قلبك بذكره والاعتصام بحبله فإن الله يقول: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ} [آل عمران: ١٠٣] . وأي سبب يا بني أوثق من سبب بينك وبين الله عز وجل.

أحي قلبك بالموعظة ونوره بالحكمة وقوه بالزهد وذلله بالموت وقرره بالفناء وحذره صولة الدهر وتقلب الليالي.

واعرض عليه أخبار الماضين وسر في ديارهم وآثارهم فانظر ما فعلوا وأين حلوا فأنك تجدهم قد انتقلوا من دار الغرور ونزلوا دار الغربة.

<<  <  ج: ص:  >  >>