للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

كيف حالك إذا بلغت الروح التراق وقطعت الحسرات والندم علائق الأكباد وضعت في بيت الظلمة والدود والوحدة ولا ولي لك من الله ولا ناصر وضوعف العذاب وقيل للظالمين ذوقوا ما كنتم تكسبون.

كيف أنت إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور وكل إنسان ألزم طائره في عنقه يوم النشور وحرر الحساب بين يدي سريع الحساب عالم السر والخفيات والحليات ونصب الميزان {فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَظْلِمُونَ} .

اللهم أيقظ قلوبنا ونورها بنور الإيمان وثبت محبتك في قلوبنا وقوها وارزقنا المعرفة بك عن بصيرة وألهمنا ذكرك وشكرك ووفقنا لطاعتك وامتثال أمرك واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

[٧٧ موعظة]

عباد الله لقد امتلأت الأرض من الشر ووسائله. وضجت وبما فيها مما وصل إليه من المعاصي الإنسان إن شئت فزر أي جهة من جهات العالم ترى ما يتقطع له قلبك حسرات افتتن الناس بزخارف الدنيا فاستولت على قلوبهم وملكتها فنسوا يوم الحساب وأصبحت المعاصي أمرا مألوفا عند كثير من الناس وغُلِب المستقيمون على أمرهم فلم يستطيعوا إزالتها فتمادى المجرمون على انتهاك الآداب فتفاقم الخطب ثم تفاقم إلى أن التهبت الدنيا بالموبقات خف الزنى الذي هو من كبائر الذنوب حتى صار الغيور المنكر له المقبح

<<  <  ج: ص:  >  >>