للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بالباقيات الصالحات راقدون، فما بالك أيها الغافل تسارع في متابعة هواك، مع أنك في العبادة متكاسل، وتتلى عليك آيات مولاك وأنت عنها معرض إعراض الجاهل تسمع الملاهي فتميل إليها بقلبك وتبصر المناهي من تلفزيون وفديو وسينماء وسافرات وصور فلا تتحرك ولا تتمعر، هل أنت مكذب بالتحريم، أو متشكك في البعث وعذاب القبر والحساب والصراط والميزان، فيا مؤمنا بيوم الحساب تهيأ للمحاسبة، ويا مذعنًا بحقوق الرب استعد للمطالبة ويا طويل الأمل كم آمال أصبحت خائبة، فكأنك بالموت وقد نزل بساحتك ونزلت في القبر مع عملك وحشرت وعرضت على عالم سريرتك وعلانيتك وكأنك بالحشر والنشر والحساب بين يدي الله عز وجل، وكأنك بالأهوال والمخاوف وقد أحاطت واشتد الخوف والوجل وكأنك بالجحيم وقد سعرت وبالجنة وقد أزلفت، فالبدار قبل انقضاء الأعمار.

تَجَرَّدْ مِن الدُّنْيَا فَإِنَّكَ إِِنَّمَا ... خَرَجْتَ إلى الدنيا وَأنْتَ مُجَرَّدُ

وَتُبْ مِنْ ذُنُوبٍ مُوْبِقَاتٍ جَنَيتَهَا ... فَمَا أَنْتَ في دُنْيَاكَ هَذِي مُخَلَّدُ

وفقنا الله وإياكم للفوز بدار القرار، والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وسلم.

[موعظة]

عباد الله ما ندم من أطاع الله في أي وقت كان، ولا عادت الطاعات على صاحبها إلا بالخير والبركة في كل آن، والعصاة في كل زمن الممقوتون مهما ابتسمت لهم الدنيا وقضوا فيها بعض مآربهم، ومهما هاموا بحبها وأحكموا أساليب جمعها، فإن الدنيا لا تبتسم لفاسق إلا لتسحقه ولا تفتح

<<  <  ج: ص:  >  >>