للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تحت العرش يا ابن آدم قليل يكفيك خير من كثير يطغيك.

وقال بعض العلماء: أطيب العيش القناعة وأنكد العيش الجشع ومن الأخلاق الذميمة التي تجعل الإنسان بخيلاً بما في يده متطلعًا لما في أيدي الناس الحرص والإفراط في حب الدنيا وجمعها ولو أدى ذلك إلى إهدار الكرامة وإراقة ماء الوجه فالحذر عباد الله من الحرص على الدنيا فإن حبها رأس كل خطيئة.

[١١٢- "موعظة"]

عباد الله إن الدنيا قد آذنت بفراق فيا ويح من كان بها جل اشتغاله، كيف يطمئن العاقل إليها مع تحققه بدنو ارتحاله. كيف ينخدع اليوم ببوارقها من هو غدًا مرتهن بأعماله كيف يغتر فيها بإمهاله، وإمهاله لم ينشأ إلا عن إهماله.

كيف يبيت آمنًا في توسع آماله. وهو لا يدري ما يطرق من بغتة آجاله.

فما ترون طيف الشبيبة قد رحل كثيرًا ما حل بالشباب المنون.

أما ترون الشيب قد نزل وقبيح مع الشيب المجون. أما ترون سيف الأجل قد قطع الأمل فإلى متى تؤملون في البقاء وتطمعون.

أما ترون رياح الرحيل تهب في كل منزل وسبيل فلم لا تركبون سفن التوبة وتقلعون.

أما ترون أشراط الساعة في كل حال تنادي بفصيح المقال يا أهل الدنيا

<<  <  ج: ص:  >  >>