للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[١٣٩- خطبة في "ذكر صفة الجنة وأهلها"]

الحمد لله البر الكريم. الرءوف الرحيم. ذي الفضل العظيم والإحسان الشامل الكامل العميم. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك العظيم. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المصطفى الكريم. اللهم صل وسلم وبارك على محمد وعلى آله وأصحابه السالكين للصراط المستقيم.

أما بعد: أيها الناس اتقوا الله تعالى فإن الله أعد الجنة للمتقين. {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} ، فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلوب العالمين، فيها أنهار من ماء غير آسنٍ وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى، ولههم فيها من كل الثمرات والفواكه المتنوعة لذيذة الطعم سهلة المنار على المتناولين، وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون، ظلها ممدود وخيرها غزير غير محدود، وأنهارها تجري في غير أخدود، فتبارك الرب المعبود، دار جل من سوها وبناها، دار طابت للأبرار منازلها المزخرفة وسكناها دار تبلغ النفوس فيها منيتها ومناها، رياضها الناضرة مجمع الأصفياء المتحابين، وبساتينها الزاهرة نزهة المشتاقين، وخيام اللؤلؤ والدر على شواطئ أنهارها بهجة للناظرين، فيها خيرات الأخلاق حسان الوجوه قد جمع الله لهن الجمال الباطن والظاهر من جميع الوجوه، أبكارًا عربًا أترابًا كأنهن اللؤلؤ المكنون، قاصرات الطرف من حسنهن الذي

<<  <  ج: ص:  >  >>