للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين، إنه هو الغفور الرحيم. فاستغفروه.

[١٥١- (خطبة)]

الحمد لله على ما منح من أفضاله الكامل الوافر، الخالق الرازق الأول الآخر. نحمده بجميع محامده على أفضاله البسيط المتواتر، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له المبدع الناظر. ونشهد أن محمدًا عبده ورسوله المنتقى من أشرف العناصر، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله قرناء الكتاب إلى يوم الآخر وعلى أصحابه نجوم الاهتداء للمنهج الظاهر.

أما بعد فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله في الموارد والمصادر، وأحضكم على الطاعة، فإنها خير ما أعد لليوم الآخر، وأحذركم الدنيا فإنها عرض حاضر، يأكل منها البر والفاجر، وإنما أيامها ولياليها مراحل إلى المقابر، وأحثكم على مراقبة مولاكم فإنه علام السرائر، وأنهاكم عن مخالفته باقتراف الجرائر، وملابسة كبائر الذنوب والصغائر.

فاستحيوا من الله الذي تحبب إليكم بإنعامه المتكاثر، وتعرف إليكم بما رادفه من أفضاله الوافر، فإن نعمه تعالى قد عمت الباطن والظاهر، وإن نعمه قد شملت البادي والحاضر، ولا يحصر أقلها حاصر كيف وهي مع صعدات الأنفاس، وهجس الخواطر، ومع حركات الألسن ولمحات النواظر، وما بكم من نعمة فمن الله فهل من حامد شاكر؟ وهل من خائف لله وذاكر؟ وهل من معظم لنواهي الله والأوامر؟ وهل من معتبر بالمواعظ والزواجر؟ وهل من ناظر في آيات الله البواهر؟ وهل من متعظ بكتاب الله فإنه أعظم زاجر؟ إن في ذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>