للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [التغابن: ١٦] .

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم منه بالآيات والذكر الحكيم، وأجارني وإياكم من العذاب الأليم، وثبتني وإياكم على الصراط المستقيم.

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين، إنه هو الغفور الرحيم فاستغفروه.

[١٦١- (خطبة)]

الحمد لله الذي يجب أن تشكر نعمته، ويتعين أن تحذر نقمته ويحتم أن يخاف عذابه وسطوته، من قابل إحسانه بالإساءة نادت عليه شقوته.

أحمده حمدًا تقتضيه قدرته، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا لعل أن تعمنا رحمته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وكيف يشاركه شيء وكل الأشياء خليقته؟ وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله الذي ختمت النبوة والرسالة بنبوته ورسالته، ودمر الله به المعتدين، وأنذر به العاصين حتى قامت على الخلائق حجته. ولم يزل - صلى الله عليه وسلم - يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويحرض على ذلك لتمتثل أمته. اللهم فصل وسلم على سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه، وأدم ذلك بمدد لم تنقض مدته.

أما بعد أيها الناس اقترب للناس حسابهم، وكأن الجهول قد نسخت رجعته، وحق على العصاة عذابهم، وكأنها هانت على الجريء مهجته، وأزف والله مآبهم، وقد استولت على الشقي غفلته، واشتغل المغرور بالدنيا شغل من

<<  <  ج: ص:  >  >>