للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

واعصمنا من الهوى ومن فتنة الدنيا ومكن محبتك في قلوبنا وقوها وألهمنا ذكرك وشكرك وفرح قلوبنا بالنظر إلى وجهك الكريم في جنات النعيم واغفر لنا ولوالدينا وجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

[موعظة]

إخواني مر الأقران على مدرجة، وخيول الرحيل للباقين مسرجة وسار القوم إلى القبور هملجة وباتت أرواح من الأشباح مستخرجة إلى كم هذا التسويف وبضائعكم كل غش وبهرجه وستعرفون الخبر وقت الحشرجة.

لَعَمْرُكَ مَا يَغْنَي الثراءُ عَن الفَتَى ... إِذَا حَشْرَجَتْ يَومًا وَضَاقَ بِهَا

الصدر

ثم اعلم أن في ذكر الموت فوائد عديدة من ذلك أنه يردع عن المعاصي ويلين القلب القاسي ويذهب بالفرح والسرور في الدنيا ويزهد فيها ويهون المصائب.

ثانيًا: التأثر في مشاهدة سكراتهم عند نزع الروح وشخوص أبصارهم عند نزع الروح وتسللها من الجسد وعجزهم عن الكلام عند خروجها وتأمل صورهم بعد خروج الروح فإن في ذلك ما يقطع عن النفوس لذاتها ويطرد عن القلوب مسراتها ويمنع الجفون من النوم ويمنع الأبدان من الراحة ويبعث على الجد والاجتهاد في العمل للآخرة فروي عن الحسن البصري أنه دخل على مريض يعوده فوجده في سكرات الموت فنظر إليه وما حل به من الكرب وشدة ما نزل به فرجع إلى أهله بغير اللون الذي خرج به فعرضوا عليه الطعام فلم يأكل وقال فوالله لقد رأيت مصرعا لا أزال أعمل له حتى اللقاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>