للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[المجلد الثاني]

[الباب الثامن: في الإبانة عن تناقض الأمانة]

...

الباب الثّامن: في الإبانة عن تناقض الأمانة

في الإبانة عن تناقض الأمانة:

نبيّن فيه فساد أمانتهم التي يلقبونها بشريعة الإيمان، وهي التي لا يتمّ لهم عيد ولا قربان إلاّ بها. وكيف أكذب بعضها بعضاً، وناقضه وعارضه، وأنه لا أصل لها في شرع الإنجيل.

قال المؤلِّف - عفا الله عنه -: "ذكر المؤرخون١ وأرباب النقل أنّ الباعث لأوائل للنصارى على ترتيب هذه الأمانة / (٢/٢٧/أ) - الملقبة٢ أيضاً بالتسبيحة والشريعة ولعن من يخالفها منهم وحرمه - هو أن أريوس٣ أحد أوائلهم، كان يعتقد هو وطائفته توحيد الباري ولا يشرك معه غيره، ولا يرى في المسيح ما يراه


١ يشير المؤلِّف إلى مجمع نيقية المسكوني الأوّل عام ٣٢٥م، وقد اقتبس المؤلِّف خبر المجمع من كتاب التاريخ المعتمد عند النصارى وهو: "نظم الجوهر" لبطريرك الإسكندرية سعيد بن البطريق المتوفى سنة ٣٢٨هـ والموافق ٩٤٠م، وفي الكتاب ذكر مبدأ الخلق وتواريخ الأنبياء والملوك والأمم وأصحاب الكراسي بروما والقسطنطينية وغيرهما. ووصف دين النصرانية وفرق أهلها. (ر: أيضاً: مجموع الشرع الكنسي ص ٤٠-٥٠، جمع حناينا إلياس، موجز تاريخ المسيحية ص ٢٦٨) .
وقد اشترك في النقل من كتاب ابن البطريق الكثير من علماء المسلمين الذين كتبوا عن النصرانية وفي الرّدّ عليها، ومن هؤلاء العلماء: الإمام ابن تيمية في الجواب الصحيح. (ر: بداية الجزء الثالث) ، والإمام القرافي في أدلة الوحدانية في الرّدّ على النصرانية ص ٣٢-٥٥، وابن القيم في هداية الحياري ص ٣١٣-٣٣٩.
٢ في م: المقلبة، وهو خطأ
٣ آريوس: كان قسيساً بالإسكندرية عاش بين (٢٥٦-٣٣٦م) وكان ليْبِي الأصل وكان يقول: إن الله واحد فرد غير مولود، لا يشاركه شيء في ذاته تعالى، وبأن المسيح مخلوق ومصنوع. فهو يدعو إلى التوحيد ونبوة المسيح عليه السلام، وله ثلاثة آثار تنسب إليه هي: أ- بعض منثورات من كتابه (ثاليا) . ب- رسالتان: أحدهما إلى أوزيبيوس، والأخرى إلى أسقف الأسكندرية. جـ- العقيدة التي وجهها إلى الإمبراطور قسطنطين سنة ٣٣٠م. (ر: فلسفة الفكر الديني بين الإسلام والمسيحية ٢/٢٨٦، ٢٨٧، لويس غرديه، مختصر علم اللاهوت ٢/٣٥، عيسى يبشر بالإسلام ص ١٢٨، ١٤٩، م. عطاء الرحيم) .

<<  <  ج: ص:  >  >>