للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

[الباب العاشر: في البشائر الإلهية بالعزة المحمدية]

...

لباب العاشر: في البشائر الإلهيّة بالعزّة المحمّديّة

في البشائر الإلهية بالعزّة المحمّدية:

وتشتمل على قسمين: نذكر في القسم الأوّل: ما نصت عليه الأنبياء من لدن إبراهيم إلى المسيح - عليهم السلام - مما يشهد بنبوة محمّد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحقّق رسالته وأنه عليه السلام أفضل النّبيّين والمرسلين. فلو لم يبعث محمّد صلى الله عليه وسلم لاختلفت أقوال الأنبياء ورُدَّت شهاداتهم وعكَّر ذلك على نبواتهم بالإبطال. وقد بالغوا - عليهم السلام - في التنصيص على اسمه ونعته وحليته وذكر أرضه وبلده وجميل سيرته وصلاح أمته / (٢/٩٩/ب) وسعادة ملته وأنه من ولد إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن. وأن دعوته تدوم إلى قيام القيامة.

والقسم الثاني: ر فيه ما جاء من الآيات البيّنات والخوارق الباهرات مما تضمّنه الكتاب العزيز واشتملت عليه السنة الطاهرة فأوجب الله به الحجة وأنار المحجة وأقام منار الأبرار ومحى بذلك آثار الكفار. ولتقع البداءة بما في التوراة من ذلك١.

- البشرى الأولى:

قالت التوراة في الفصل العاشر من السفر الأوّل منها: "إن الله تعالى قال لإبراهيم: إن في هذا العام يولد لك ولد اسمه إسحاق. فقال إبراهيم: ليت٢


١ لقد حرصت على تتبع مواطن ذكر هذه البشارات في كتب الأديان التي ألّفها العلماء المسلمون. وخاصة العلماء الذين كانوا من أهل الكتاب وهداهم الله إلى الإسلام ذلك لتمكنهم من لغة التوراة والإنجيل ومعرفتهم الجيدة بمعانيها. فاستشهادهم بهذه البشارات يعتبر حجة على من يعتقدون قدسية تلك الكتب.
٢ في م: كيت.

<<  <  ج: ص:  >  >>