للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤٧- خطبة هاشم بن عبد مناف:

يحث قريشًا على إكرام زوار بيت الله الحرام.

كأن هاشم بن عبد مناف يقوم أول نهار اليوم الأول من ذي الححة فيسند ظهره إلى الكعبة من تلقاء بابها، فيخطب قريشًا، فيقول:

"يا معشر قريش، أنتم سادة العرب، أحسنها وجوهًا، وأعظمها أحلامًا، وأوسطها١ أنسابًا، وأقربها أرحامًا. يا معشر قريش، أنتم جيران بيت الله، أكرمكم بولايته، وخضكم بجواره، دون بني إسماعيل، وحفظ منكم أحسن ما حفظ جار من جاره؛ فأكرموا ضيفه، وزوار بيته؛ فإنهم يأتونكم شعثًا٢ غبرًا من كل بلد، فورب هذه البنية٣، لو كان لي مال يحمل ذلك لكفيتكموه، ألا وإني مخرج من طيب مالي وحلاله، ما لم يقطع فيه رحم، ولم يؤخذ بظلم، ولم يدخل فيه حرام، فواضعه؛ فمن شاء منكم أن يفعل مثل ذلك، وأسألكم بحرمة هذا البيت ألا يخرج رجل منكم من ماله، لكرامة زوار بيت الله ومعونتهم إلا طيبًا، لم يؤخذ ظلمًا، ولم يقطع فيه رحم، ولم يغتصب".

"شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٣. ٤٥٨".


١ خيرهم: الوسط من كل شيء أعدله "قال أوسطهم ... {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} ".
٢ جمع أشعث: وهو ملبد الشعر مغبر.
٣ الكعبة: والبنية بكسر الباء وضمها وسكون النون ما بنيته.

<<  <  ج: ص:  >  >>