للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٣٢- صعصعة بن صوحان وعبد الله بن عباس:

وروى المسعودي في مروج الذهب أيضًا، قال:

"عن مصقلة بن هبيرة الشيباني قال: سمعت صعصعة وقد سأله ابن عباس: ما السؤدد١ فيكم؟ فقال: إطعام الطعام، ولين الكلام، وبذل النوال، وكف المرء نفسه عن السؤال، والتودد للصغير والكبير، وأن يكون الناس عندك شرعا٢" قال: فما المروءة؟ قال: "أخوان اجتمعا، فإن لقيا قَهَرا، "وإن كان"٣ حارسهما قليل، وصاحبهما جليل، محتاجان٤ إلى صيانة، مع نزاهة وديانة" قال: فهل تحفظ في ذلك شعرًا؟ قال: نعم، أما سمعت قول مرة بن ذهل بن شيبان حيث يقول:

إن السيادة والمروءة علقا ... حيث السماء من السماك الأعزل٥

وإذا تقابل مجريان لغابة ... عثر الهجين وأسلمته الأرجل٦

ويجي الصريح مع العتاق معودا ... قرب الجياد فلم يجئه الأفكل٧


١ السؤدد بفتح الدال غير مهموز، والسؤدد بضم الدال مهموزا السيادة والسودد.
٢شرعا بسكون الراء وفتحها أي سواء.
٣ أي أنهما قوتان عظيمتان لصاحبهما، تقهران ما يلقاه من الشدائد والصعاب، وقوله: "وإن كان" أي وإن كان ما لقياه عظيمًا" ولعله زيادة من خطأ النساخ أو الطباع.
٤ في الأصل "لحاجان" وهو تحريف.
٥ السماكان الأعزل والرامح: نجمان نيران، وسمي أعزل لأنه لا شيء بين يديه من الكواكب كالأعزل الذي لا سلاح معه كما كان مع الرامح.
٦ فرس هجين: إذا لم يكن عتيقا كريما، وأسلمته: خذلته.
٧ لم يجئه الأفكل: أي لم تصبه الرعدة "ويلاحظ أن في هذا الشعر عيبا من عيوب القافية وهو الإقواء، لأن حركة الروي في البيت الأول كسر، وفي الثاني والثالث ضم، وقد وقع في شعر النابغة الذبياني، وحسان بن ثابت، وبشر بن أبي خازم..".

<<  <  ج: ص:  >  >>