للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥٢- عوف بن ربيعة الأسدي يتكهن بمقتل حجر بن الحارث:

كان حجر بن الحارث "أبو امرئ القيس" ملك بني أسد، وكان له عليهم إتاوة١ كل سنة لما يحتاج إليه؛ فبقي كذلك دهرًا، ثم بعث إليهم من يجبي ذلك منهم، وحجر يومئذ بتهامة؛ فطردوا رسله وضربوهم؛ فبلغ ذلك حجرًا، فسار إليهم، فأخذ سرواتهم٢ وخيارهم، وجعل يقلتهم بالعصا "فسموا عبيد العصا" وأباح الأموال وصيرهم إلى تهامة، وحبس جماعة من أشرفهم منهم عبيد بن الأبرص الشاعر؛ فقال شعرًا يستعطفه فيه، ومنه قوله

أنت المليك عليهم ... وهم العبيد إلى القيامه

فرق لهم وعفا عنهم، وردهم إلى بلادهم؛ فلما صاروا على مسيرة يوم من تهامة تكهن كاهنهم وهو عوف بن ربيعة بن عامر الأسدي؛ فقال لهم: يا عبادي، قالوا: لبيك ربنا؛ فقال: "من الملك الصلهب٣، الغلاب غير المغلب٤، في الإبل كأنها الربرب٥، لا يقلق رأسه الصخب، هذا دمه ينثعب٦، وهو غدًا أول من يستلب" قالوا: ومن هو؟ ربنا. قال: "لولا تجيش٧ نفس جاشية، لأخبرتكم أنه حجر ضاحية٨".


١ خراج.
٢ سروات جمع سراة بالفتح: وهي اسم جمع سرى كغنى من سرو سروا وهو المروءة في شرف.
٣ حجر صلب: شديد صلب، والصلهب أيضا: الشديد من الإبل، والرجل الطويل، وفي الشعر والشعراء والأغاني "الأصهب" ومن معانيه الأسد.
٤ المغلب: المغلوب مرارًا "وهو أيضًا المحكوم له بالغلبة. ضد".
٥ الربرب: القطيع من بقر الوحوش.
٦ يتفجر.
٧ جاشت النفس وتجيشت: ارتفعت من حزن أو فزع.
٨ علانية، يقال فعله ضاحية: أي علانية.

<<  <  ج: ص:  >  >>